الثلاثاء، 29 يوليو 2014
ما الذي تحبه من سيرة ستيف جوبز

طار الخبر بأن الكتاب الذي يحمل سيرة ستيف جوبز الشخصية، والذي عمل هو بنفسه مع مؤلفها عن قرب ليحكي ستيف لأبنائه الأربعة عن أسباب انشغاله الدائم عنهم، لعلهم يوافقونه أن غيابه عنهم كان مبررا، هذا الكتاب متوقع له الصدور المبكر في 24 أكتوبر 2011، وأما نهاية هذا الكتاب، فتحمل الحديث الذي دار بين ستيف جوبز وبين المؤلف، بأربعة أسابيع قبل الوفاة، حين أخبره ستيف أنه ميت قريبا جدا، وأخبره بأشياء سنعرفها حين يصدر الكتاب، ولا أظن أي حديث عن ستيف جوبز سيكتمل قبل قراءة هذا الكتاب، وقبل قراءة وجهة نظر الرجل لما حدث في حياته. هذا هو رابط شراء الكتاب من أمازون.


على أن هذه ليست نهاية الحديث، فاليوم أريد من القارئ أن يكون هو البطل، وسؤالي هو، ما أكثر شيء لمس حياتك في سيرة ستيف، ما الذي أحببته فيه؟ وسأبدأ بنفسي عبر بضع نقاط قصيرة:
1 – أول ملمح جميل في قصة هذا الفتى الثائر هو أنه بدأ من القاع، من لا شيء، ورغم أنه لا يفقه الكثير في الإلكترونيات، لكنه فطن إلى عبقرية المنتج الجديد الذي تلاعبت به يد صديقه وزنياك، وأدرك عندها أن العالم بحاجة ماسة لهذا الاختراع. لم يقف عند حدود علمه بالحقيقة، بل خرج ليجعل العالم يستفيد منها.
2 – وجد ستيف الواقع مملا للغاية، فقرر أن يغيره. لم يقبل دفوع المهندسين بأن الكمبيوترات يجب أن تقبع في علب دميمة، قبيحة الشكل، تسيء للناظرين، بل جعلها تحفة فنية، يفخر صاحبها بامتلاكه لها. لم يقبل بأن الكمبيوترات تعجز عن عرض النصوص بعدة أنواع خطوط جميلة، فجعل الحرف والكلمة جميلة رغم أنف كسالى المبرمجين.
3 – في حين أكد أصحاب البذلات الأنيقة من رؤساء شركات صناعة الهواتف النقالة أن عملائهم لا يريدون هواتف ذات شاشات عاملة باللمس، وحين تعلل كسالي المهندسين بأن الشاشات العاملة باللمس والتي توفر خاصية اللمس المتعدد لا تجد بطاريات تمدها بالطاقة للعمل لأطول من ساعات، جاء هو بالـ آيفون، ليؤكد كسل الجميع وقصور ما يدعونه.
4 – كان عبقريا في الإلقاء وآسرا في الحديث، فحين تشاهده وهو واقف يكلم حضور مؤتمراته الصحفية، كنت لا تملك سوى الإعجاب به، وحين تراه يعرض هاتف آيفون لأول مرة، ثم يحرك كلا إصبعيه على الشاشة العاملة باللمس، والتي عرضت صورة ما، فيتفاعل الهاتف مع هذه الحركة، فيجعل حجم الصورة المعروضة أكبر، ثم يصيح متعجبا قائلا: هل يمكن عمل ذلك… لا تملك سوى أن تصفق له وتعجب به.
5 – كان شخصا عاديا، له نصيبه من العيوب، فمن عمل معه عن قرب اشتكى من هذا الجحيم الذي لا يطاق إذ كان لا يرضى عن شيء أبدا وكان يعمل الساعات الطوال المتواصلة، هذه الشكوى لم تمنع صاحبها من إظهار إعجابه بعبقريته، وتحقق ما يتنبأ به من توجهات وتطلعات المستخدمين في المستقبل. لم تأخذه الحياة بكفوف الراحة، فهو صعد بقوة وسقط بقوة، وأسس شركته من لا شيء ليخرج منها مطرودا، ثم يعود ليقودها نحو القمة… بعد كل سقطة وعثرة، كان يقوم من جديد، كما لم يُعرف عنه يوما قبول حدود الواقع والتقنية.
على أن هذا يكفي، فالوقت وقت القارئ، فماذا لديك لتضيفه؟
على الجانب:
* – الترحم في الإسلام يكون على من مات على دين الإسلام. هذه قاعدة لا جدال عليها. الظاهر لنا أن ستيف جوبز مات على غير ذلك، ولذا يبدو لنا ألا يجوز الترحم عليه. هذا لا ينتقص من عمله في الدنيا واحترامنا لعمله الدنيوي هذا. أكرر، هذه المدونة ليست موقوفة على النقاش الديني، هناك غيرها ما هو أفضل منها وأقدر على ذلك.
* – ما وجدته من التحقيق في علاقة أبيه بأمه أنها كانت علاقة زواج شرعية لكن غير موثقة أو مسجلة في السجلات بسبب الفقر، مثلما كان الحال منذ مئات وآلاف السنوات.
* – من المشين أن نختلف ونختصر حياة الرجل في التساؤل هل هو من أهل النار أم لا، وهو أمر موكول لله عز وجل وحده. ما يستحق النقاش الآن هو، ماذا فعلنا نحن يا مسلمين من خيرات وطيبات لكي يحزن العالم كله على واحد مات منا. ما الأثر الطيب الممتد المفيد الذي تركه مسلمو اليوم من العلماء والمخترعين على حياة كل الناس؟
* – حتى نهاية 8 أكتوبر، اشترى 3 فقط الكتاب عبر الرابط المذكور في السياق!
الاثنين، 28 يوليو 2014
جو آدز – مليونير التقشير



اعتاد سكان نيويورك على السير في شوارعها ورؤية مليونير عجوز أنيق ذي بذلة غالية الثمن، وهو جالس على بساطه في يونيو سكوير يبيع آلة سويسرية تقشير البطاطاس والجزر، وهو يتحدث دون انقطاع، بلكنة بريطانية يمدح صادقا بشكل مرح في آلة يدوية صغيرة تستخدم في تقشير الخضروات، يبيعها بسعر 5 دولار فقط. البائع اسمه جو آدز Joe Ades، عجوز شهير بارتدائه بذلة ثمنها ألف دولار، مليونير عصامي، يسكن في شقة فاخرة ذات غرف ثلاثة في حي بارك افنيو – حي الثراء والتجارة، شقة عاش فيها مع زوجته الرابعة، وكانت تحوي مخزونه من آلات التقشير التي كان يبيعها بنفسه كل يوم.

البداية

تعود أصول جو (جوزيف) إلى مانشستر في انجلترا حيث جاء ميلاده في عام 1933، ابن لأرملة فقيرة، سبقه 6 من الإخوة، وبدأ يعمل وعمره 15 عاما، تاركا مقاعد الدراسة، وذات يوم أرسلته الشركة التي يعمل لها ليرسل رسالة بالبريد، فمر على جماعة من الرجال، تبيع مختلف البضائع في الطرقات، مفترشين الأرض، وعندها حيث راقب بانبهار الصغير جو، العرض المبهر الذي يقدمه كل بائع جائل ليقنع المارة بشراء بضاعته، التي تنوعت من أدوية الكحة إلى أربطة الأحذية.

بدء تجارته

بعد الانبهار، انتقل جو إلى مرحلة المزاحمة، إذ قرر تجربة بيع مجلات هزلية مستعملة هو الآخر في المكان ذاته، وبعد الكتب انتقل جو إلى بيع لعب الأطفال والملابس والأقمشة وإكسسوارات النساء. استمر جو في هذا البيع لسنة أو اثنتين، تعلم فيها قواعد راسخة في علم المبيعات، مثل أن يبيع جالسا لا واقفا، لكي يجلب دائرة من المهتمين ليتزاحموا حوله، فيجلب المزيد والمزيد من المتشوقين لمعرفة ما الذي لفت انتباه هذه الجموع ولا يستطيعون رؤيته. هذا الزحام يعطي انطباعا مبدئيا للناس بأن ما سيرونه قد يستحق فعليا الشراء.

نصيحة من مليونير : لا تقلل من قيمة أي مال

الدرس الثاني الذي تعلمه جو هو ألا يقلل من قيمة أو من أهمية أي مبلغ صغير من المال، ولذا آثر التركيز على بيع ما سعره زهيد، وقبل أن تسأل كيف تربح من بيع شيء بسعر زهيد، يجيبك جو قائلا بأن تبيع الكثير منه. قبل أن تستقل بهذا الدرس، يحكي جو عن رجل اعتاد الوقوف في ميدان الطرف الأغر (ترافلجر) في لندن، وكان يبيع أكياسا صغيرة من الحبوب لإطعام الطيور في هذا الميدان الشهير، وكان يبيعها بأقل القليل، لكن كان يبيع الكثير منها، هذا الرجل كان يملك قطيعا من الشقق في العاصمة لندن، جراء هذا الدرس الثاني.

أحوال العمالة في لندنة

على أن أكثر ما أثر في حياة جو – باعترافه – كان اللحظة التي أهدته فيها زوجته الثالثة كتابا بعنوانالطبقة العاملة في لندن – فقراء لندن، وهي مجموعة مقالات صحفية كتبها صحفي انجليزي دقيق الملاحظة في فترة أربعينات القرن الثامن عشر، وصف فيها جميع أحوال الطبقة العاملة في لندن، واستطرد في وصف ما الوظائف التي ستعمل فيها الطبقة العاملة، وما الذي تعجز عن العمل فيه، وما الذي لن تقبل العمل فيه. هذا الكتاب وصف كل شيء، بداية بصيادي الفئران والقوارض للشحاذين واللصوص والغانيات.

بائع أنيق – فنان مبهر

أكثر ما لفت انتباه جو كان وصف بائعي الشوارع، الجائلين، خاصة العباقرة الذين اشتهروا مقل الفنانين وكان لهم برنامجهم الترفيهي البيعي، وكيف كانوا يرتدون الغالي والأنيق من خيرة الملابس، حتى أن منهم من وضع شاربا ولحية مزيفة، ليبدو عليه أصول الوقار والعز والثراء. أهم هدف لهم كان التميز عن غيرهم من الباعة الجائلين ذوي الثياب الرثة والمظهر الغث الباعث على الشفقة أو الامتعاض.

آلة التقشير السويسرية التي لا تصدأ

آلة تقشير الخضروات
آلة تقشير الخضروات
كان جو رجلا عاديا للغاية، قلما اكترث بالقواعد، يمشي وفق هواه أغلب الوقت، لكنه كذلك تعلم بعض الدروس القليلة في عالم المبيعات والتي التزم بها بشدة، فجلبت له الثراء. ذات يوم مر جو على رجل يبيع أدوات تقشير الخضراوات فأعجبه بساطة المنتج والقدرات الكثيرة التي نتجت عنه. كذلك لطالما أحب جو البيع في الطرقات والشوارع لا المحلات والمكاتب، وسط الناس والمارة والعامة. كذلك اعتاد جو قيادة شاحنة صغيرة يبيع من على ظهرها منتجات عدة مثل لعب الأطفال ومشغلات الكاسيت والأجهزة الكهربية والساعات.
تزوج جو لأول مرة وعمره 23 سنة، ثم بعد 13 سنة من الزواج سافر وأولاده الثلاثة إلى أستراليا حيث مكثوا فيها 25 سنة، وهناك حيث طلقته زوجته وتزوج مرتين، ثم استقر لفترة قصيرة في ايرلندا، ثم سافر ليعيش مع ابنته في نيويورك وهناك حيث تزوج الرابعة، ليبدأ منذ عام 1993 في التركيز على بيع أداة التقشير السويسرية بسعر 5 دولار في حي مانهاتن في نيويورك.

الوصول إلى نيويورك

لم يحصل جو على ترخيص ليبيع في سوق الخضار في نيويورك، لكن هذا لم يمنعه من أن يحاول في كل يوم العثور على موضع ممتاز يجلس فيه ويبدأ الغناء. عدم حصوله على ترخيص جلب له مشاكل عدة مع السلطات، وكذلك بعض الشهرة، خاصة مع الشيب الضارب في رأسه وبذلته الفاخرة ولكنته الأرستقراطية. يجدر الإشارة هنا إلى أن جو تقدم بطلب رسمي مكتوب للحصول على ترخيص له بالعمل، لكنه ربما أراد ألا يوافقوا عليه.

الغناء للمبيعات

عادة ما يختار جو الأماكن المنخفضة ويجلس فيها ليعرض بضاعته، وهو يبدأ برنامجه الترفيهي بالغناء، قائلا حين تقشر حبة بطاطاس، لا يهم إن كنت تستخدم اليد اليسرى أو اليمنى أو – كلاهما مثلما يفعل الساسة، ما تقشره من هذه الحبة قليل جدا لا أهمية له، وستقشرها في زمن قياسي وحين تواجه حفرة في حبة البطاطاس فستحفرها بسهولة، انظر مثلي الآن. هيا اقترب واشتري، لا تقلق فأنا لا أطلب مالا مقابل الفرجة علي. لست مضطرا للشراء لتشاهدني وأنا أقشر البطاطاس بطريقتي السحرية، فلعلك بالفعل تملك واحدة من هذه الأدوات، فلقد بعت منها الآلاف، ولذا سأعطيك دورة تدريبية تنعش بها ذاكرتك.
جو آدز – مليونير التقشير-صورة-من-فليكر
جو آدز – مليونير التقشير في بسطته في نيويورك
لم يعمل جو بمفرده إذ كان يستعين بخدمات توني، شاب قوي، يحذره حين يقترب رجال الشرطة، يدفع عنه حين يضايقه بعض المارة، ينظف بعدما ينتهي جو من عروضه الفنية اليومية. في المقابل، واجه جو مقاومة شرسة من بقية البائعين في السوق، ذلك أنه احترف لم الجموع حوله والشراء منه، الأمر الذي سمح له فقط بالبيع في أطراف السوق مبتعدا عن المشاكل، على أن هذه المشاكل هي التي كانت تدفع جو للإبداع والابتكار في جذب المزيد من المشترين، رغم بعد المسافة، وهو ما أتقنه. على الجهة الأخرى، مع ذيوع شهرة جو، بدأ المارة يبحثون معه ويشترون منه ويسلمون عليه ويلتقطون الصور معه. لقد بدأ يحصد ثمار ما زرعه منذ سنوات طوال.

في عام أول فبراير من عام 2009 توفى جو عن 75 عاما، في اليوم التالي لحصوله على الجنسية الأمريكية!
كان من الصعب علي معرفة مقدار ثروة جو بدقة (ربما 9 مليون دولار) لكنه حتما عاش حياة المليونيرات، حيث اعتاد تناول الطعام يوميا في المطاعم الفاخرة، وبعد وفاة زوجته الرابعة ورث شقتها الفاخرة. بعد وفاته، حاولت ابنته السير على خطاه والبيع في ذات مكان أبيها المفضل، لكن هذه المرة حرصت شرطة نيويورك على منعها من ذلك.

لماذا اخترت لك هذه القصة؟

لأن جو رجل عادي، قليل الحظ من التعليم الأكاديمي، وافر الحظ من علوم الحياة. لاحظ جو بعض الأمور واستغلها لصالحه، وهو احترف البيع، دون شهادات عليا ودون رأس مال أو توظيف موظفين أو مساعدة شركاء. جو رجل عادي، كان يبدأ في الحديث مع نفسه بصوت عالي على بساطه حتى ينتبه له أحد المارة فيدخل معه في حوار شيق فينضم له آخرون فتكون جمهرة من الناس والتي تستمع بالمادة الترفيهية في حديث جو، وتنفض الجمهرة عادة بالشراء. حين أرادت ابنه جو دخول الجامعة، جعلها تبيع معه، ومن عوائدهما دفع أقساط الجامعة.
يحاول كثيرون تقليد جو، منهم من نجح ومنهم من ينتظر ومنهم من سيحاول حتى ينجح، وكلي رجاء أن تكون أنت أيضا منهم. أختم بنصيحة جو التي طالما كررها وهي ربما كانت ذات أهمية كبيرة أو مثيرة للجدل لكنها تقول: النجاح في الحياة ليس في فعل ما تحب، بل أن تحب ما تفعله!
10 علامات تذكرك بأنك ناجح في حياتك



إنه وقت مقالات موقع مارك وانجل، لشحن بطاريات الأمل من جديد، وهذه المرة اخترت لكم مقالة هناك سردت 16 علامة تدل على أنك ناجح في حياتك – ليس بالضرورة النجاح المترجم في صورة قصر منيف وسيارة فيراري وحسناء تتزوجها، لكنه النجاح الذي يجعل نفسك ترضى وعينك تقر، النجاح الذي يجعلك تستيقظ وأنت سعيد وتنام وأنت راض عن نفسك. لنبدأ بالعلامة الأولى، قل يا مارك:

1 – حين تسير في الطريق الذي اخترته، لا ذاك الذي اختاره لك غيرك

مهما كان حالك الآن، يجب عليك أن تفخر حين تسير في درب أنت من اختار السير فيه، بكامل إرادته، دون ترغيب أو ترهيب، حين تجد نفسك راضية عما تفعله، وروحك سعيدة بما يحدث لك. حين تكون حرا في التفكير والعمل والتنفيذ، حين تواجه الناس بوجهك الحقيقي دون تصنع أو تجميل، حين تعيش الحياة التي تريدها والتي اخترتها، حين تفعل كل هذا، فيجب عليك ساعتها أن تفخر بما أنت عليه، الأمر الذي يوجب عليك أن تترك جانبا أي مشاعر سلبية أو درامية أو حقد أو حسد أو غل تجاه آخرين إنما يحملون عليك فقط لأنك فعلت ما لم تواتيهم الشجاعة لفعله فساروا على دروب غيرهم وتخلوا عن حقهم في أن يسيروا في دربهم الخاص. إذا أردت تغيير هذا العالم للأفضل فعليك أن تختلف عن هذا العالم بشكل أحسن، وعادة لكي تفعل ذلك سيكون عليك أن تسير بمفردك على دربك، فلا تخش هذا الأمر وأسعد بنجاحك.

2 – حين تواجه مخاوفك وتتغلب عليها شيئا فشيئا

الهروب من أسباب خوفك هو سباق لن تفوز به أبدا، ولن ينتهي كذلك. العجيب أنك حين تعالج أسباب هذا الخوف وتتعامل معها، ستجد بعدها حريتك وتتحرر من قيود الخوف والقلق. وعليه، استمر في مواجهة مخاوفك والتعامل مع أسبابها، الخطوة تلو الخطوة، ولا تدع الخوف يحدد مصيرك ومستقبلك، لا تدع الخوف يجعلك تنغلق على نفسك وتقوقع، بل قاومه واجعله يوقظك من سباتك ودافعا لكي تتخذ خطوات جريئة وقفزات بعيدة. قل لنفسك أن المعاناة بسبب الخوف أكبر من معاناة حدوث ما تخاف منه وتخشاه، وأن أفضل أيام حياتك تنتظرك على الضفة الأخرى لنهر الخوف.

3 – حين تمنع الفشل من أن يوقفك

أي نجاح في هذه الحياة سبقته سلسلة طويلة من محاولات فاشلة غير ناجحة. فعليا، الفشل هو الذي يجعلك تقترب من النجاح والفلاح. أفضل الاكتشافات وأعظم الأفكار جاءت نتيجة لمحاولات فاشلة، بل إن النجاح قلما أدى لحدوث اكتشافات وإبداعات وتقدم، مقارنة بتلك التي نتجت عن محاولات غير موفقة لأناس لا يعرفون اليأس والاستسلام. الحياة لا تتوقف، وسواء يئست أو قنطت أو استسلمت، أو جاهدت وحاولت ثانية، فالحياة ستمضي بك أو بدونك، وإذا لم تمض الأمور كما تهواها اليوم، فغدا ستفعل طالما أنت مستمر في المحاولة والاجتهاد.

4 – حين تتعلم جديدا وتزداد قوة كل يوم

لكي تعثر على طريقك الصحيح في هذه الحياة، عليك أن تستمر في السير في كل اتجاه حتى تتعرف على الطريق الصحيح وتتلمسه وتثبت عليه. لا يوجد مسارات خاطئة في حياتك، فهي كلها تساعدك للعثور على المسار الصحيح، والذي لم تكن لتعثر عليه لولا هذه المحاولات والتجارب. لكي تنجح، ليس عليك أن تكون مثاليا أو بلا أخطاء، بل يجب عليك أن تعمل على تحسين نفسك كل يوم، وأن تجعل أخطائك تزيدك قوة بأن تتعلم منها ولا تكررها وأن تحسن من نفسك بناء على أسباب وقوع هذه الأخطاء. حين تتعلم الجديد كل يوم، وتحسن من نفسك وتزيد من مهاراتك وخبراتك، فأنت تسير على درب النجاح. كونك تسير حاليا على طريق ممطر وعر، فهذا لا يعني بالضرورة أن نهاية الطريق ليست مشمسة معبدة. فقط استمر في السير.

5 – حين تتغلب على المشاكل والعقبات

لا يوجد شيء سيء كما تظنه وتراه، ففي كل مصيبة نعمة، مخفية أو ظاهرة، بدت لك أو تنتظر، فقط عليك أن تنتظرها حتى تتجلى لك، وأفضل سبيل لذلك هو بأن تعتبر المشاكل والعقبات التي تواجهك في طريقك هي درجات سلم النجاح، تصعد عليها دون توقف.

6 – حين تجتهد لتحب ما لديك

ليس النجاح في أن تحصل على كل شيء تتمناه، بل في أن تحب ما تحصل عليه، وأن ترغب فيه بعقلك. حين تتقبل بنفس راضية نصيبك من الدنيا، ستبدأ في تقديره وتتعلم منه، وترضى بما لديك وترضى بعدم حصولك على ما لم تحصل عليه. حين تجد نفسك راضية بما لديها، وتحب ما حصلت عليه، فأنت ناجح في حياتك .

7 – حين تعيش في يومك

الحياة ليست الأمس أو الغد، ليست في الندم على ما فات، أو توقع ما سيحدث غدا، الحياة هي الآن. حين تقلق كثيرا بشأن الغد، وتندم طويلا على الأمس، فأنت فعليا تدمر الآن، حياتك التي لا تملك حياة غيرها، ولذا كن من أهل الآن وركز على ما يمكنك فعله اليوم، غدا سيكشف عن نفسه حين يأتي وقته، تماما مثلما تركك الأمس ورحل عنك. ركز على أن تعيش حياتك الآن وابدأ لتجعلها أفضل من الأمس.

8 – حين تحب نفسك بدلا من أن تشغل نفسك بتمني حب الآخرين لك

المقصود بأن تحب نفسك ليس الغرور أو التعالي على الناس، بل القصد هو ألا تنسى أن تحب ما أنت عليه وما وصلت إليه، وألا تشغل نفسك بجعل الآخرين يحبوك.

9 – حين لا تحكم على الناس

يتعجل بعض الناس في الحكم على غيرهم، لكنهم يتباطئون جدا حين يجب عليك مراجعة مواقفهم وتغييرها. من السهل أن تصدر أحكاما على غيرك من البشر، بينما من الصعب أن تحاول فهم دوافعهم وأسبابهم، ذلك لأن هذا التفهم يتطلب طيبة في القلب وصبرا من النفس، لكن هذا التفهم يستحق التعب من أجله. لا تحكم على الناس وقل لنفسك أن غيرك – مثلك – يمرون بأوقات صعبة ولذا التمس لهم الأعذار ولا تحكم عليهم.

10 – حين تكون سببا في ابتسام غيرك

لا تضيع فرصة تخبر فيها أحدهم أنه يقوم بعمل رائع أو أنه يبدو في أفضل حال أو أنه فعل شيئا جيدا. كن سببا في إدخال السرور والسعادة على قلوب من حولك، وسيأتي وقت يردون لك فيه الجميل. كن جميلا من الداخل ومن الخارج.


مصدر الصورة فليكر.

10 عادات يشتهر الأغنياء بفعلها



أنقل لكم مقالة عددت 10 عادات يشتهر الأغنياء بفعلها بشكل قد يجهله بعضنا أو كلنا، من واقع الخبرة العملية لكاتبة المقالة والتي تعمل كمستشارة مالية. لنبدأ: 

1 – الأغنياء يستثمرون مبكرين

البركة في البكور، والطير المبكر يجد قدرا أكبر من طعامه، وأما الأغنياء فيعلمون أنه حين يستثمرون أموالهم مبكرين (أي في سن صغيرة)، فإنها تدر عليهم العوائد والتي تتجمع وتتراكم بمرور الوقت، حتى إذا حان وقت تقاعد هؤلاء الأغنياء، وجدوا مصدرا كريما للدخل يضمن لهم حياة مالية مريحة. ابدأ في الاستثمار الآن واترك مالك يربح ويزيد ولو بمعدل صغير جدا.

2 – الأغنياء يدخرون بشكل آلي

اعترف، أنت أكبر عدو لنفسك حين تبدأ في ربح المال وتجد العوائد تدخل حساباتك، فتخضع لرغباتك وشهواتك وتبدأ في الانفاق دون رقيب أو حسيب أو توقف. الأغنياء يعرفون هذا العيب البشري ولذا يلجئون لطرق آلية ويضعون أوامر دورية لاقتطاع أجزاء من عوائدهم وأرباحهم لإعادة استثمارها، أو لادخارها ضمن خطة التقاعد والمعاش، حتى لا ينفقوا المال يمنة ويسرة ويخضعون للمغريات فلا يفيقون إلا بعد نضوب المال. [حين أكتب مثل هذه النصائح أجد تعليقات على شاكلة هذا بخل ولو أصبحت غنيا يوما فسأنفق كما اشتهي ولا أحرم نفسي، ولهذا السبب يا عزيزي لن تصبح ثريا، فقاربك به ثقوب كبيرة تمنعه من الطفو أو الانطلاق].

3 – يدخرون بقوة

لتشجيع الناس على الادخار، تجد العرف السائد يشجع على ادخار ولو 1% فقط من دخلك، وهو سلوك طيب دون جدل، لكن الأغنياء يدخرون نسبة أكبر من دخلهم الشهري، نسبة تجعل المال المتوفر في أيديهم قليل، فيضطرون لحسن التصرف والاختيار والتفكير والتدبير ومن ثم التعود على قلة مال اليد والتكيف مع هذا الوضع، وبذلك حين يأتي وقت تقاعدهم، يجدون ما ادخروه في انتظارهم، أو حين تتوفر لديهم فرصة الاستثمار في مشروع مضمون النجاح أو مرتفع الأرباح فيجدون لديهم رأس مال جيد للمساهمة في هذه الفرصة. ليس الأمر بخلا بقدر ما هو حرص واستعداد للغد وللفرصة السانحة.

4 – لا يؤجلون سداد ديون بطاقات الائتمان

وما أدراك ما دين بطاقة فيزا أو ماستر غير مسدد، نار لا يعطيها الناس حقها من الاهتمام فتأكلهم وتذرهم رمادا، والأغنياء يدركون ذلك جيدا، ولذا تجدهم مشهورين بحرصهم على سداد ديون بطاقات الائتمان والتي لا يستخدمونها إلا في أضيق الحدود. [أريد هنا توضيح الفرق بين قرض شخصي وبين قرض لمشروع، الأخير مرهون بقيمة أصول المشروع والتي يجب أن تكفي لسداده، أما القرض الشخصي فمرهون بعوائد مستقبلية قد تأتي فتكفي لسداد قيمة القرض أو قد لا تأتي. هذا للتوضيح، وأما للتذكير، فالاقتراض بالربا أمر يرفضه الإسلام الحنيف.]

5 – يعيشون عيشة الفقراء

هل سبق وقابلت شخصا عاديا متواضعا، ثم اكتشفت بعدها أنه يملك شركات ومشاريع تضعه في مصاف المليونيرات؟ عادات الفقراء لا تستنزف المال فيما لا ينفع، وعادة ما تورث عادات ذكية فيما يخص إنفاق المال في الضروريات، وبعد تفكير وتحري البدائل الممكنة واختيار أفضلها. لاحظ هنا أن المقصود هو ترك حياة الترف والبذخ والإنفاق فيما لا يفيد، وليس التعسير والتضييق على النفس، والفرق بين الحالين يصعب ضبطه بحدود قاطعة أو واضحة، والأمر يعود إليك أنت.

6 – يتجنبون الإغراءات

نحن بشر، نتفاعل مع المغريات ونستجيب لها بعد إلحاح، وتعددت الطرق والنظريات للتعامل مع المغريات، لكن لعل الحل الأنجح لمقاومتها هو في تجنبها وعدم التعرض لها. من يرفض أن يعيش حياة الأغنياء الذين يراهم في الأفلام والمسلسلات والمجلات ويعرف عن أخبارهم في المسموع والمشاهد من وسائل الإعلام. من يريد أن يبلغ مصاف المليونيرات، عليه تدريب نفسه على تجنب إغراءات الانفاق والبذخ، بداية من مشاهدة إعلانات الدعوة للإنفاق وشراء ما لا تحتاج له، وحتى الرسائل البريدية التي تضم تفاصيل صفقات مغرية لأشياء أنت لست في حاجة فعلية مهما كان سعرها منخفضا لن يتكرر.

7 – لديهم أهداف واضحة يعملون على تحقيقها

سبق وذكرنا الأهمية الشديدة لوضع الأهداف من قبل، ذلك أن الأهداف الواضحة ذات مفعول السحر في النفس البشرية، فحين ترغب بشدة في سداد قرض اقترضه، أو شراء بيت الزوجية، أو افتتاح الفرع الثاني لشركتك، ستفعل أشياء لم تكن تظنك نفسك قادرا على فعلها لتحقيق هذه الأهداف. عيب مثل هذه الأهداف أن صوتها يخفت وسط ضجيج الضغوط العصبية للحياة اليومية، فتحتاج لأن تقوم بإعادة تعريفها وتوضيحها في ذهنك وتقسيمها لأهداف صغيرة يومية والعمل على تحقيقها. أمر آخر شديد الأهمية هو استرجاع الأهداف التي سبق وحققتها واستعراضها في الذاكرة، ذلك أن تذكر قدرتك على تحقيق على أهداف سابقة يساعد من قدرتك على تحقيق أهداف تالية.

8 – لا يتوقفون عن التعلم

الناجحون الأثرياء لا يجدون غضاضة في تعلم مواضيع جديدة تفيدهم في مجال عملهم وتجارتهم، ونصيحتهم لك هي أن تكون تلميذا نجيبا في مجال تعلم ربح المال وأن تنتقي المدرسين والملهمين الذين سيفتحون لك أبواب تعلم ومصادر معلومات جديدة لك. أقول ذلك وأذكرك بضرورة ألا تغرق تحت طوفان معلومات لا تنتهي، إذ يجب عليك كذلك أن تعيد تقييم كل مصدر معلومات تتابعه وتقرأ له بشكل دوري وتختار ما يفيدك ويساعدك على بلوغ أهدافك وتترك ما لا يفعل لك ذلك.

9 – لا يضعون البيض في سلة واحدة

مهما كان مجال عملك مربحا، يجب عليك تنويع مصادر دخلك وعدم الاعتماد على مصدر أو مجال أو صناعة أو تجارة واحدة. نعم، حين تكون مضطرا لذلك ولفترة محددة، يكون ذلك مقبولا، لكن على المدى الطويل، التنويع أكثر أمانا ولو كنت شاهبندر التجار. التنويع ليس هدفه تعظيم الربح بل الاستعداد للمخاطر وتقلب السوق والأزمات العالمية. الأغنياء يوزعون ممتلكاتهم ما بين البورصة والعقارات والمساهمة في شركات وصناديق الاستثمار وغيرها.
10 – ينفقون المال لربح المال
لعلك فهمت كلامنا عن حرص الأغنياء على ادخار المال أنهم لا ينفقون المال أبدا، وهذا غير صحيح، فالأغنياء ينفقون أموالهم بشكل كبير في المجالات التي تبدو لهم واعدة رابحة تضمن لهم استرداد مالهم وفوقه زيادة وافية. الاختلاف الثاني كذلك هو أن الأثرياء يجمعون حولهم فريقا من المستشارين الماليين الذين يبذلون خبراتهم لمساعدة الأغنياء على اتخاذ القرارات المالية الصحيحة وتجنب الأخطاء المكلفة. نعم هؤلاء يطلبون أجرا شهريا ثابتا، لكنه مقابل صغير مقارنة بقرار مالي خاطئ ترتبت عليه خسارة مالية مؤلمة.
الآن لعلك ستسأل، مال محدثكم يكثر الكلام عن الأغنياء والأثرياء؟ هدفي من وراء ذلك توضيح أن الأغنياء ليسوا أغبياء هبط عليهم المال عن طريق الخطأ، وأن الأغنياء ليسوا نوعية سوبر من البشر لا سبيل لأن نكون مثلهم ذات يوم. كل شخص يمكنه أن يكون مليونير، عبر مجموعة من العادات والقرارات ينفذها لفترة طويلة من الزمن. نعم، هناك أناس ناموا فقراء واستيقظوا أغنياء لكن هؤلاء عددهم جدا قليل، وهم استثناء لا قاعدة. دعك منهم ودعنا نتعرف على عادات الأثرياء، ولو خرجت من مقالي هذا بعادة واحدة ونجحت في تطبيقها دون إفراط أو تفريط فهذا نجاح لي ولك.